أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة
القسام – خاص
قال الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز االدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء اليوم الجمعة 09 ذو القعدة 1445هـ، الموافق 17 مايو 2024م، “إنّ الترويع والإجرام والتدمير الممنهج هو الاستراتيجية الثابتة المتبعة من العدو في غزة طمعاً في كسر إرادة شعبنا وثني مقاومتنا عن الدفاع والتصدي، لكن هيهات هيهات، فكما توعدْنا العدو في كل مرة أنه حيثما يطمح إلى تسجيل نصرٍ أو انجاز سيجدنا أمامه، فإنّ هذا ما حدث ويحدث كل يوم”
وأضاف أبو عبيدة في خطاب مصوّر، بعد مرور 224 يوماً من انطلاق معركة طوفان الأقصى وعداون الاحتلال الصهيوني النازي على قطاع غزة: “ها هو جيش العدو وفي سلسلة متواصلة من التخبط والفشل قرر منذ نحو عشرة أيام أن يبدأ عدواناً برياً جديداً على رفح وعلى حي الزيتون جنوب مدينة غزة وعلى جباليا شمال القطاع، ظاناً أنها باتت أهدافاً سهلة ومتوهماً بأنه إذ أحرق الأخضر واليابس منذ أكثر من سبعة شهور فإنه لن يجد مقاومةً تذكر، فإذا به يدخل إلى الجحيم من جديد ويجابه بمقاومة مماثلة أو أشدّ من تلك التي وجدها في اليوم الأول للعدوان البري”
وأردف: “يدخل العدو إلى الجحيم من جديد ويجابه بمقاومة مماثلة أو أشدّ من تلك التي وجدها في اليوم الأول للعدوان البري، فيلقّنه مجاهدونا دروساً قاسية شرق رفح قبل أن يدخلها وعلى تخومها وبعد أن توغل فيها، وفي حي الزيتون يقطف مجاهدونا رؤوس ضباطه وجنوده ويسقطون بينهم أعلى رتبة عسكرية معلنة منذ بداية الحرب البرية، وفي مخيم جباليا ومدينة جباليا ذاق العدو بأس مجاهدينا ولا يزال، قتلاً وإصابة لجنوده بالجملة وتدميراً واستهدافاً لآلياته”
وأكّد الناطق العسكري تمكُّن مجاهدي القسام خلال “عشرة أيام” من استهداف مائة آلية عسكرية صهيونية مختلفة بين دبابات وناقلات وجرافات في كافة محاور القتال، وأنّ العدو في كل مناطق توغله يَعدّ قتلاه وجرحاه بالعشرات ولا يكاد يتوقف عن انتشال جنوده، يعلن عن جزء من خسائره وأنّ ما يرصده القسام من خسائر العدو أكبر بكثير.
وواصل: “لا يزال العدو المجرم وجيشه الهمجي يحاول لملمة صورته منذ ذلك اليوم، لكنه لا يحصل إلا المزيد من الخزي والعار وإساءة الوجه، سواءً في إنكسار جيشه وفشله المدوي أمام بأس مقاومتنا وشعبنا، أو في صورته القذرة الوحشية التي تحطمت أمام العالم بأسره، أو في صورته الحقيقية ككيان وظيفي غريب، يستدعي عند كل محطة أربابه وأسياده للدفاع عنه”
وتابع أبوعبيدة: “يجابه مجاهدونا في محاور المواجهة العدو بقوة الله بزخم كبير بمختلف ما لديهم من الأسلحة المضادة للدروع والأفراد، وبتفجير المباني المفخخة وفتحات الأنفاق وحقول الألغام بجنود العدو، وبتنفيذ عمليات القنص الدقيقة والكمائن المركّبة والاشتباكات من مسافة صفر، واسقاط القذائف من المسيّرات على تحشدات آلياته وجنوده، وقصف تجمعاته بالهاون والصواريخ قصيرة المدى، وتوجيه رشقات صاروخية لمغتصباته ومواقعه، مما وثقنا جزءاً منه وقمنا بالاعلان عنه وعرضه تباعاً على مدار الأيام الماضية”
وأضاف: “وبالرغم من حرب التجويع والتدمير والقتل والإجرام التي لو سلطت على دولة عظمى لانهارت منذ شهور إلا أن مجاهدينا ومقاومتَنا ومن خلفها شعبٌ عظيم أبي معطاء وبقوة الله وتأييده تَخرج أمام العدو من كل مكان لتوجّه لجنوده ضرباتٍ قاتلة، متمثلة مع كل رمية وضربة قوله سبحانه:”فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى”
ولفت الناطق باسم القسام أبوعبيدة إلى أنّ المجاهدين يواجهون قوة مرتجفة متخبطة مجرمة فيعيدونها مكسورة لا تجد سوى الخيبة ولا تحصد سوى المزيد من القتلى والجرحى والمعاقين جسدياً ونفسياً في صفوفها، والمزيد من الاستقالات والتخبط العسكري رغم فارق القوة الذي لا يقارن، ورغم شحنات الأسلحة التي لا تتوقف من الادارة الأمريكية راعية الإرهاب والخراب في العالم.
وأكّد: “وإننا -ورغم حرصنا الكامل على وقف العدوان على شعبنا- مستعدون لمعركة استنزاف طويلة للعدو، ولسحبه لمستنقع لن يجني فيه ببقائه أو دخوله لأي بقعة من غزة سوى القتلَ لجنوده واصطيادَ ضباطه، وهذا ليس لأننا قوة عظمى بل لأننا أهل الأرض وأصحاب الحق نحن غزة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها”
وتابع: “إن متلازمة الفشل والتخبط لقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية وأكذوبةَ ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين هو وصفة لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول، وإننا نعلن باستمرار وبكل وضوح وبالأسماء والصور عن بعض حالات القتل والموت لأسرى العدو بسبب عدوان جيشهم و تعنت وإجرام حكومتهم ورئيسها الفاسد”
وشدد أبو عبيدة على أنّ القسام يضع عائلات وجمهور العدو عند الحقائق الدامغة في مقابل كذب وتضليل حكومتهم لهم، وعندما تتكشف حقائق أخرى بخصوص الأسرى لاحقاً، فعليهم حينها أن يحصوا عدد المرات التي حذرنا فيها وأنذرنا بمصير أبنائهم، وفضيحة تضحية نتنياهو وحكومتِه بأسراهم لمصالحهم السياسية ولتجريب حظهم في معركة خاسرة.
وتوجّه الناطق باسم القسام بالتحية لمجاهدي شعبنا الأبطال في الضفة المحتلة وحيّا مقاتلي الأمة الذين وقفوا في الجانب المشرق من التاريخ في هذه المحطة المهمة من تاريخ أمتنا وشعبنا، وبارك الضربات المتواصلة للمقاومة الإسلامية في لبنان وأنصار الله في اليمن والمقاومة العراقية، كما وجّه أبو عبيدة التحية للأحرار المنتفضين في وجه ظلم الاحتلال وإجرامه والمتضامنين مع شعبنا وقضيتنا العادلة، من كل جنسيات وأعراق العالم وفي كلّ قاراته.
وختم أبو عبيدة خطابه بالقول: “إنّ ما يقدمه مجاهدونا من بطولات وما يقدمه شعبنا من تضحيات وعطاءات تتعاظم كل يوم لهي مفخرة للأجيال ومدرسةٌ لكل الأمم، وإنّ هذا الصمود والعطاء لشعبنا ومقاومتنا هي تحقُّقٌ للبشرى النبوية لكم أيتها الطائفة المنصورة القابضة على الجمر رغم كل الأذى والقهر والطغيان، وإنّ عاقبة صبركم يا أهلنا لن تكون سوى الفرج والنصر بعون الله، فما بعتموه لله من أرواح ومهج ودماء زكية سيكون ثمنه نصراً عزيزاً وذلاً لأعدائكم الذين استعملكم الله لتكونوا عذاباً عليهم بيد الله وبأيديكم”
مضيفاً: “إنّ إمعان هذا المحتل الجبان في إجرامه واستدعائه لغطاء قوى الظلم والجبروت وفي المقابل هتاف عشرات الملايين باسمكم ولعنِها لعدوكم لهي دليل على عظمتكم وذهول الدنيا أمام صمودكم ومقاومتكم وتضحياتكم، فأبشروا بوعد ربكم “وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ *إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ*وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”.. تقبل الله شهداءنا الأبرار وشفى جرحانا الميامين وفكّ قيد أسرانا الأحرار وجمع شمل أهلنا في كل مكان”