حماس: موافقتنا على مقترح الوسطاء جاءت بعد شهور من المفاوضات
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، حكومة نتنياهو لم تحقق أهدافها العدوانية على مدار أكثر من سبعة أشهر وتحطمت مخططاتها أمام ببسالة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقال حمدان خلال مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء، إن موافقة حماس على مقترح الوسطاء في مصر وقطر، هو نتيجة لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقدة ومتواصلة طيلة الأسابيع والأشهر الماضية وقد عُرِضت خلالها مقترحات عديدة، لم تكن تلبي شروط المقاومة، ولا مطالب الشعب الفلسطيني.
وأضاف أنه حماس أبدت خلال المفاوضات روحا إيجابية ومسؤولة مع الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن المقاومة وضعت خطوطا حمراء لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها.
وأشار حمدان إلى أن موافقة حماس تأتي انطلاقا من مسؤوليتها أمام الفلسطينيين في قطاع غزة، ومن حرصها العميق على مصالحه وحقوقه وثوابته وتضحياته، وتجاوبا إيجابيا مع دور الوسطاء في إنجاز هذا الاتفاق،
وأكد أن حركة حماس لقد أبدت في جميع مراحل هذه المفاوضات، روحا إيجابية ومسؤولة، وحاولت تذليل كل العقبات التي كانت تحُول أمام الوصول إلى صيغة مُرضية، وتحفظ في ذات الوقت حقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح حمدان أن هذا الاتفاق في بنوده وشروطه ومراحله، قد أمن القضايا الرئيسة لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية، والإغاثة وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية وجادة.
وبين أن هذا الاتفاق حقق الترابط في تنفيذ مراحله الثلاثة بشكل متواصل، وقطع الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقق فيها الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، ثم يستأنف عدوانه ضد قطاع غزة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة جملة وتفصيلا.
وتابع أن هذا الاتفاق الذي وافقت حماس عليه، يمثل الحد الأدنى الذي يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ حيث تعاملت الحركة مع مقترح الوسطاء بمرونة عالية وقدمت تنازلات محسوبة ضمن هذا الحد، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل أو التفريط بجزء منها.
وقال حمدان إن حماس تلقت من الوسطاء، في حال الموافقة على مقترحهم، تأكيدات وتطمينات؛ بأنه سيكون لهم دورٌ في إتمام كافة مراحل الاتفاق، والضغط على الاحتلال للالتزام بنصوصه وتنفيذها، وعدم المماطلة أو التهرب منها، وقد تكررت هذه التأكيدات والتطمينات بعد إعلان الموافقة على مقترحهم.
وأضاف أن موافقة الحركة على مقترح الوسطاء، مقابل سلوك حكومة نتنياهو، ومحاولاته المراوغة والتهرب من الوصول لاتفاق، يضع الإدارة الأمريكية، التي اتهمت الحركة دون دليل، أنها العقبة أمام إبرام هذا الاتفاق؛ يضعها أمام استحقاق واضح؛ بضرورة التخلي عن انحيازها لمجرمي الحرب، والشراكة في جريمة الإبادة الجماعية، والانتقال إلى مربع الضغط عليهم لإلزامهم بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، ووقف الجريمة التي خطط لها في مدينة رفح والسعي لتنفيذها.
واعتبر حمدان أن مناورة نتنياهو العبثية؛ عبر محاولات التهرب من استحقاق الاتفاق، من خلال حربه العدوانية وفق أجندات سياسية شخصية، باتت لا تنطلي على أحد، وفي الوقت نفسه، لا يمكنها أن تدفع المقاومة للتنازل عن حق من حقوق الفلسطينيين ومطالبه المشروعة.
وأشار إلى أن الكرة الآن أولا في ملعب حكومة الاحتلال، وأن سلوكهم بعد إعلان موافقة الحركة، يعكس إصرارا من نتنياهو على تعطيل كل جهود الوسطاء بمن فيهم الإدارة الأمريكية، وأنه لا يأبه بحياة أسراه لدى المقاومة، الذين يتهددهم الموت يوميا بقذائف وصواريخ جيشهم، بسبب سياسة المجرم نتنياهو، فيما أن الكرة ثانيا في ملعب الإدارة الأمريكية، التي عليها أن تثبت جديتها ومصداقيتها في إلزام حكومة نتنياهو بنتفيذ الاتفاق.
ودعا حمدان الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وأخذ موقف عاجل وفاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه.
وحول اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي، اعتبر حمدان أنها جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وقال إن اقتحام واحتلال الاحتلال معبر رفح يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة ومحاصرة القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع مُمنهج من قبل الاحتلال.
واعتبر أيضا أن اقتحام معبر رفح، وقصفه بشكل همجي وإجرامي، هو محاولة مكشوفة لتخريب كل جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان، وهو في ذات الوقت محاولة يائسة لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجهه، ولن يحصل في حال استمرار عدوانه إلا على مزيد من الهزائم والخزي.
ودعا حمدان الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وأخذ موقف عاجل وفاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه.
كما أكد حمدان أن العملية العسكرية في رفح، إذا أقدم عليها الاحتلال؛ لن تكون نزهة لجيشه، الذي سيجرُ في نهاية المطاف، أذيال الخيبة، وسيخرج مدحورا كما فعل في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة، وتعرض فيها للإذلال، بأيدي مجاهدي كتائب القسام وسرايا القدس والمقاومة الفلسطينية.