أسيرة من غزة تكشف تفاصيل إجبارها على التعري في سجون الاحتلال
في وقت تكشف خبراء الأمم المتحدة عن حوادث تعذيب وتحرش ضد أسيرات فلسطينيات، تروي أحدى الناجيات من العدوان الإسرائيلي على غزة قصتها المأساوية. الأسيرة، البالغة من العمر 31 عامًا، تعيش في شمال غزة، وتقول إنها تعرضت للتعري والتحرش خلال فترة القتال.
تعود بداية قصتها إلى بداية العدوان على غزة، حيث بدأت طائرات الاحتلال الإسرائيلي القصف في منطقتها، مما أثار الهلع والخوف. خرجت من منزلها مع شقيقها وزوجته إلى إحدى المدارس، لتجد نفسها تواجه هجمات متكررة وقصفًا مدفعيًا.
في محاولة للبقاء بعيدًا عن الخطر، انتقلت إلى مدرسة حفص في معسكر جباليا. وفي أحد الأيام، ألقى الاحتلال قنابل دخان أدّت إلى استشهاد إحدى النساء الكبريات. تشير الأسيرة إلى أن القنابل الغازية أدت أيضًا إلى اندلاع حرائق داخل المدرسة.
تقول الأسيرة إنها قررت النزوح إلى الجنوب، حيث توجهت مشيًا على الأقدام إلى حاجز نتساريم باعتباره ممرًا آمنًا. وهناك، تكشف عن معاناتها مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين أجبروها على التعري ورفع الهوية، وتقديم ممتلكاتها.
الأسيرة تصف كيف تم إلقاء المحتويات التي كانت تحملها على الأرض، وكيف تم توجيهها إلى خيمة صغيرة. تُطلب منها التحدث باللغة العبرية وتعرض على المجندة المتواجدة ممتلكاتها وطلب منها الدخول في خيمة صغيرة وضيقة.
تكشف الأسيرة أن التحقيق تم باللغة العبرية، وكان هناك جندي يترجم للمجندة. يتم التحقيق في المزيد من الحوادث الفظيعة التي تعكس الانتهاكات الجسيمة ضد النساء الفلسطينيات خلال فترات القتال.
دون حجاب
وقالت: طلبت مني المجندة عبر مكبر الصوت وهي تقف أمام فتحة الخيمة أن أخلع ملابسي، بما فيها الملابس الداخلية، وأن أقوم بنفض الملابس وألقي بها على الأرض وأن أقوم بثني الجزمة ونفضها، وأن أنقض شعري وأنفضه.
وأضافت: بعد أن خلعت ملابسي جميعها صرخت المجندة وأمرتني بارتداء ملابسي بسرعة وبدون حجاب، ثم قيدت يدي إلى الأمام بقيود بلاستيكية، وعصبت عينيّ بقطعة قماش وأجلستني على تلة رملية.
وتابعت: بعد دقائق اقتادتني إلى خيمة فيها كرسي ومحقق سألني عن إخوتي وعن عملهم، وادعى أن أخي في القسام. قلت له أني لا أعرف شيئاً، فبدأ يصرخ علي ويقول لي: كذابة.. أنتم كذابين، وضرب بيديه على الطاولة استمر التحقيق 5 دقائق، وقال المحقق: إذا أردت الخروج أجيبِ على كل سؤال وتعاملي معي، وبعدها قال خذوها من هنا.
وواصلت روايتها: ألقوا بي على الأرض تحت الشمس حتى الساعة 6 مساء، وكنت أرى من تحت العصبة، حيث شاهدت نساء معتقلات، كان من ضمنهن مرضعة أطلقوا سراحها الساعة 2:30 مساء.
وأكدت أن الجنود والمجندات كانوا يشتمونهم ويسبونهم بكلام قذر جداً، وأنها طلبت منهم مياه للشرب، وأن تدخل الحمام ولكنهم رفضوا وشتموها.
وقالت: كنت أجلس ورأسي بين ركبتي كما أمرتني المجندة. ومساء شعرت بالبرد فطلبت منها غطاء فأحضرت بطانية ووضعتها علىّ ثم سحبته إلى أسفل وكأنه لم يكن.
في حوالي الساعة 7مساءً اقتادوها إلى غرفة أرضيتها من الحصى مقيدة اليدين معصوبة العينين.
وأضافت: بعد ساعة اقتادوني إلى سيارة جيب وأخذونا إلى معتقل اسمه زيكيم. وهناك أمرتني المجندات بخلع ملابسي كلها وأعطوني بيجاما رمادية اللون، ارتديتها بدون ملابس داخلية وبدون حجاب. ثم قيدوا يدي وعصبوا عينيي وأدخلوني عند الطبيب الذي فحصني وسألني إن كنت أعاني من أمراض. ثم اقتادوني إلى بركس، وأعطوني فرشة رقيقة جدا وصغيرة لا تكفي لجسمي وبطانية.
وتابعت: نمت وأنا مقيدة اليدين ومعصوبة العينين، وبعد نصف ساعة أيقظتنا المجندات وكانوا كلما نمنا يقومون بإيقاظنا ويأمروننا بالجلوس على ركبنا، ويقوم الجنود والمجندات بشتمنا بألفاظ نابية ويوجهون السلاح علينا بالليزر ويقولون لنا أحدهم: من أطلق النار عليها أولا؟
في اليوم التالي الساعة 8 صباحاً، أخذوا المعتقلات للتحقيق، وجاء دورها للتحقيق الساعة 6 مساءً، تقول: كنت في كونتينر صغير كان يوجد شاشة كمبيوتر وكان جندي يكتب على الجهاز، ومجندة كانت تحقق معي.
وأشارت إلى أنها تعرضت للتحقيق وأنهم حاولوا تجنيدها للعمل معهم، وتعرضت للضرب والتهديد بقصف منزلها.
ظروف اعتقال قاهرة
وقالت: المحققة قالت لي سنقصف الجميع ونمسح غزة وسنقصف الأبرياء وغير الأبرياء. تركتني لمدة 3 ساعات بغرفة لوحدي مقيدة بقيود حديد، يدىّ ورجليّ بالكرسي الحديد وقطعة قماش على عينيّ. بعدها جاء محقق كبير يرتدي بدلة خضراء وكشف الغطاء عن عينيّ، كان معه ورقة سألني عدة أسئلة عن أحداث 7 أكتوبر والمشاركة فيها. بعدها جاءت مجندة لم تعجبها إجاباتي وألقت الورقة بوجهي وقالت لي أنتم كذابون، قالت لي غدا شاهدي ماذا سأفعل بكِ.
وأضافت: بعدها نقلوني إلى بركس كله شبك مسقوف بالواح الصفيح (زينكو). كنا 5 نساء وبقينا في المعتقل 5 أيام. وكانت معتقلة من سكان جباليا، هي الشاويشة، جاءتني الدورة الشهرية وطلبت منها فوطاً، فأحضرت لي فوطة واحدة فقط، والباقي كنت أستخدم ورق لفات موجودة في الحمام الذي كنا نذهب إليه ونحن مقيدات اليدين بقيود بلاستيكية، أقول لها لا أعرف فتقوم الشاويشة بمساعدتي.
وأشارت إلى أنها نقلت بعد 5 أيام إلى سجن الدامون في حيفا، وحجزت في غرفة صغيرة، بعدها نقلوا للتحقيق بشكل منفرد.
وقالت: بدأ الضابط بالتحقيق معي حول انتخابنا السنوار، وسألني عن أخوتي وسألني إذا اشتغلت في التنظيمات. وسألني هل نشرت على حسابي عبر فيسبوك عن 7 أكتوبر. استغرق التحقيق 5 دقائق، وبعدها أخذتني مجندتان إلى غرفة صغيرة مثل ممر وأمرتني إحداهما بخلع كل ملابسي وبدأت بالتخبيط على جسمي كله، وكانوا يضحكون ويتكلمون باللغة العبرية وأنا عارية.
أضافت: بعدها قالوا لي ارتدي ملابسك. أخذوني إلى غرفة طبيب للفحص وبعدها أخذوني إلى غرفة يوجد فيها 12 معتقلة من غزة. وأعطوني فرشة رقيقة جداً، وبطانية، وأدخلوني في غرفة يوجد في الغرفة 5 أسرة، والباقي على الأرض.
وأشارت إلى أن الحمام بداخل الغرفة بدون ماء، وهناك منديل ورقي عدد واحد فقط، كان هناك صنبور مياه للشرب لكنها غير صالحة للشرب.
قبل الإفراج بأربعة أيام اقتادوها إلى التحقيق وهي مقيدة بقيود حديدية، وحقق معها لمدة 30 دقيقة.
وقالت: مساء الخميس 2024/1/18 أدخلونا واحدة، واحدة إلى غرفة صغيرة وأمرتني المجندة بخلع جميع ملابسي، وفتشتني، بعدها أمرتني بارتداء الملابس واقتادوني إلى غرفة أخرى وبصّموني مرة أخرى. ثم قيدوا يدي وقدمي وأصعدوني في ميكرو باص عبارة عن صندوق حديد شبك لا أرى أي شي يوجد فقط به فتحات للنفس بقدر أصبع، وسار بنا حوالي 4 ساعات، وكان يدخل علي هواء بارد جدا أثناء السير.
وأضافت: أنزلونا في معتقل ونمت على فرشة رقيقة جدا وحرام خفيف جدا. كنا نرتجف من البرد الشديد، وكانت المسنة فهيمة الخالدي وهي إحدى المعتقلات تصرخ من شدة البرد، جاء الجنود وأمروها أن تسكت.
وذكرت أنه في اليوم التالي أفرج عنها مع معتقلين آخرين عبر معبر كرم أبو سالم شرق رفح، ومن هناك نقلت إلى مركز الإيواء في مدرسة ذكور الطائف الاعدادية في الحي السعودي برفح، مع 5 نساء منهن معتقلات مفرج عنهن.
وختمت بقولها: الوضع سيء جدا. أتمنى أن تنتهي الحرب بأسرع وقت، وأعود للعيش بسلام وأمان في غرفتي الزينكو في حوش منزل أهلي.