محامية جنوب أفريقية عديلة هاشم رافعت عن غزة وأحرجت الإحتلال
محامية جنوب أفريقية وحقوقية ناشطة في مجال الدفاع عن قضايا المهمشين وحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، تتميز بتعاطفها البارز مع القضية الفلسطينية ونشاطها في مقاومة الاستيطان والمشاركة في الفعاليات المناهضة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي. وُلِدَت في 14 يناير 1972 في دربن، جنوب أفريقيا.
تحمل عديلة هاشم درجة البكالوريوس في القانون من جامعة ناتال عام 1995، وأصبحت عضوًا في نقابة المحامين في بلادها عام 1996، ثم انضمت إلى نقابة المحامين في جوهانسبرغ عام 2003. حازت على درجة الماجستير في الحقوق من جامعة درو بولاية نيوجيرسي الأمريكية في عام 1999، وحصلت أيضًا على درجة الماجستير في القانون من جامعة سانت لويس بولاية ميسوري.
تتمتع عديلة بخبرة واسعة في ميدان القانون، حيث حازت على درجة الدكتوراه من جامعة نوتردام في إنديانا عام 2006. شهدت شهرتها العالمية عندما ظهرت في 11 يناير 2024 كجزء من الفريق القانوني الذي قام بمرافعة أمام محكمة العدل الدولية لإدانة “إسرائيل” بتهم ارتكاب إبادة جماعية واستخدام أسلحة محظورة دوليًا خلال حربها على غزة في أكتوبر 2023.
تعود أصول عديلة هاشم إلى منطقة المشارقة في محافظة تعز باليمن، وتُشير بعض الروايات إلى أنها تحمل اسمًا كاملاً هو “عديلة هاشم علي محمد المشرقي”. يُفترض أن جدها عليا انتقل من عدن إلى بريطانيا ومنها إلى جنوب أفريقيا.
التجربة والنشاط الحقوقي:
أظهرت عديلة هاشم إلتزامًا قويًا بالدفاع عن حقوق المهمشين في بلادها، وكان لها إسهام كبير في الحقوق الصحية، حيث قادت العديد من الحملات القضائية والحقوقية البارزة في هذا المجال. على سبيل المثال، قادت حملة تهدف إلى ضمان وصول الأفراد المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) إلى الأدوية المضادة للفيروس.
شاركت أيضًا في صياغة عدة مشاريع قوانين تتعلق بالرعاية الصحية، بما في ذلك قانون الإيدز في عام 2007 وقانون الرعاية الصحية في جنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري في عام 2008. كما شاركت في إعداد قانون الصحة الوطني في عام 2008، وشاركت في تحرير قسم الصحة ضمن مشروع حقوق الإنسان في بلادها.
تُظهر هذه المشاركات البارزة والمساهمات القانونية لعديلة هاشم تفانيها في تحسين الظروف الحياتية للأفراد المهمشين وتعزيز حقوقهم الصحية والاجتماعية.
توسع نشاط عديلة هاشم في ميدان الحقوق الاجتماعية ليشمل الدفاع عن حقوق الأطفال الفقراء وضمان الحصول على تعليم جيد لجميع مواطني جنوب أفريقيا. كما لعبت دورًا بارزًا في عدة دعاوى قضائية مهمة، بما في ذلك مأساة “لايف إسيديميني” عام 2016، التي راح ضحيتها 140 شخصًا في مقاطعة غوتنغ بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية والعلاج في مراكز غير مرخصة.
عملت عديلة هاشم مع فريق قانوني على اتخاذ إجراءات عقابية ضد المسؤولين الحكوميين المتورطين، وأصدرت المحاكم قرارات بصرف تعويضات للمتضررين.
شاركت في تأسيس العديد من المراكز والمنظمات التي تعنى بدعم العدالة الاجتماعية، بما في ذلك تأسيس “سكشن 27” عام 2002، وهي منظمة تعنى بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية وتقدم الدعم القانوني للضحايا وتعزز الوعي بحقوق الإنسان. عملت كمديرة للمناصرة في هذه المنظمة حتى عام 2017. كما شاركت في تأسيس مركز القانون غير الربحي عام 2010، الذي يركز على قضايا الرعاية الصحية والتعليم للمجتمعات المهمشة.
في عام 2018، قادت عديلة هاشم لجنة التحقيق في مزاعم الفساد ضد رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما.
بعد المجزرة، أغلقت قوات الاحتلال شارع الشهداء المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي، وأغلقت المحال التجارية ومكاتب البلدية في المنطقة، وحولت محطة الحافلات المركزية إلى قاعدة للجيش الإسرائيلي. في عام 2014، انضمت عديلة هاشم إلى وفد منظمة “افتحوا شارع الشهداء” من جنوب أفريقيا في رحلة إلى تل أبيب بهدف الوصول إلى مدينة الخليل.
قادت المنظمة فعاليات سنوية اعتبارًا من عام 2010 ضد الإجراءات الإسرائيلية بحق شارع الشهداء. وتعتبر عديلة هاشم أن الفصل العنصري في فلسطين أكثر فظاً من الأبارتهايد الذي شهدته جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن العشرين، حيث قسم المواطنين حسب لونهم وحرم السود من حق التصويت والمشاركة الانتخابية، وفصلت مؤسسات الرعاية الحكومية بحيث يتلقى السود أسوأ الخدمات في التعليم والصحة وسائر القطاعات. تسعى هاشم إلى التركيز على قضايا حقوق الإنسان في فلسطين وتعبيرها عن تضامنها مع المظلومين.
في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، تقدم وفد جنوب أفريقيا بدعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، تتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وضم الوفد فريقًا من أساتذة القانون وأعضاء في منظمات حقوقية ومحامين متخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان، من بينهم عديلة هاشم.
تأتي هذه الدعوى في سياق الاحتجاج على الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة، وتهدف إلى تحقيق العدالة وتقديم إسرائيل للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسان واستخدام أسلحة محظورة دوليًا في النزاع مع الفلسطينيين. يعكس هذا الإجراء التضامن الدولي والجهود الرامية للدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة في المناطق المتضررة.
في 11 يناير/كانون الثاني 2024، قفت الدكتورة عديلة هاشم أمام المحكمة الدولية لمدة 25 دقيقة لتقديم مرافعتها وتقديم دعوى نيابة عن جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، اتهمت فيها قوات الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تلقت الدكتورة عديلة هاشم العديد من الجوائز التقديرية، من بينها:
1. جائزة “حقوق الإنسان” من منظمة العفو الدولية عام 2002.
2. جائزة “المرأة المتميزة” من حكومة جنوب أفريقيا عام 2005.
3. جائزة “القانون والعدالة” من مؤسسة “فورد” عام 2010.