الاحتلال يصادر منشآت بالأغوار ويستهدف الصيادين والمزارعين بغزة
أكد معهد البحوث التطبيقية أريج، أن “إسرائيل” ماضية دون هوادة في أوسع حملة استيطانية تشهدها الأراضي الفلسطينية، لكسب الوقت لصالح البناء الاستيطاني، بالإضافة الى ارتكاب الجرائم بحق المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم ومصادرة أراضيهم والسيطرة عليها تحت ذرائع عدة ابتدعتها منذ احتلالها عام 1967.
وأوضح المعهد في تقريره السنوي، أن سلطات الاحتلال هدمت خلال العام 2022، 302 منزل في الضفة، بما فيها مدينة القدس، وكانت محافظات القدس وأريحا والخليل على التوالي من بين الأكثر المحافظات تأثرًا من حيث عدد المنازل التي تم هدمها.
وأضاف أن سلطات الاحتلال هدمت 593 منشأة تجارية وحيوانية وصناعية في الضفة، وكانت كل من محافظات الخليل والقدس وبيت لحم على التوالي من بين أكثر المحافظات تأثرًا من حيث عدد المنشآت التي تم هدمها خلال العام 2022.ولفت إلى أن المستوطنين كثفوا من نشاطاتهم الاستيطانية واعتداءاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم، لافتًا إلى أنه سجل 1525 حالة اعتداء خلال العام الجاري، شملت الاعتداء الجسدي واللفظي التي استهدفت الأطفال والنساء والرجال.
بالإضافة إلى الاعتداء على الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية، والاقتحامات المتكررة للأماكن التاريخية والدينية وخاصة المسجد الأقصى، وتدمير الممتلكات من منازل وسيارات ومرافق تعليمية والاعتداء على شواهد القبور وإغلاق طرق، والاستيلاء على أراض والبناء عليها.
وحسب التقرير، شهد العام 2022 اقتلاع واحتراق وتخريب أشجار ونهب ثمارها بشكل متعمد، خاصة الزيتون بدافع إلحاق أكبر خسارة ممكنة بالمزارعين، في الوقت الذي برر فيه جيش الاحتلال الأشجار بأنها مخالفة للقوانين العنصرية الاسرائيلية (وفق التشريعات الإسرائيلية) التي أصدرتها عقب احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967.
ووثق التقرير أنه خلال العام 2022، تم اقتلاع، وتجريف ومصادرة أو حرق ما يزيد على 12,500 شجرة مثمرة معظمها في محافظات سلفيت ونابلس والخليل ورام الله وبيت لحم.
وأوضح أن لهذا الانتهاك أثر كبير وواضح على القطاع الزراعي، وخصوصًا أن معظم الأشجار التي تم اقتلاعها أو تعرضت للتخريب هي من أشجار الزيتون بنسبة 85%، والتي تشكل مصدر دخل أساسي للعديد من العائلات.
ولفت الى ان “اسرائيل” استخدمت منذ احتلالها، آلية قانونية وبيروقراطية معقدة تخطت إجراءات العدالة الطبيعية للسيطرة على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس.
وشملت الأوامر العسكرية خلال العام 2022، مصادرة مساحات من أراضي قرى صفا، ومجدل بني فاضل، ومساحات واسعة من أراضي محافظة أريحا، ومحافظة نابلس، وبلدة الزعيم في القدس، ومسافر يطا وقرية التوانة، وكفر مالك، وقرى قريوت والساوية، وخربة النبي إسماعيل – بورين/كفر قليل في محافظتي نابلس وسلفيت، وقرى بديا وعقربا وكفر الديك في محافظة سلفيت، وجيوس/ فلامية في محافظة قلقيلية. وقرية البويرة شرق مدينة الخليل.
كما أصدرت سلطات الاحتلال 11 أمر إخلاء من أراضي بلدة كفر الديك، وقرية الركيز وخلة الضبع في مسافر يطا، ومنطقة الجبعة في بيت لحم، وقرية حجة، وجبل السنداس في جنوب الخليل، ومنطقة الطيبة والهردش من أراضي بلدة ترقوميا، وفي قرية واد فوكين، ومنطقة بيرين جنوب الخليل، ومعظم هذه الأراضي زراعية.
في ذات السياق، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الأربعاء، على منشآت زراعية وشاحنة في الأغوار الشمالية، فيما استهدفت القوات صباح أمس، مجموعات من الصيادين والمزارعين جنوب قطاع غزة.
واقتحمت قوات الاحتلال خربة أم الجمال في الأغوار الشمالية، واستولت على شاحنة للشاب عادل محمد عوض. كما اقتحمت آليات الاحتلال منطقة حمامات المالح القريبة من أم الجمال، واستولت على جرارين زراعيين وصهريجين.
وتتعرض منطقة الأغوار التي تبلغ مساحتها 25% من مساحة الضفة الغربية، لهجمة شرسة وممنهجة منذ احتلالها عام 1967 من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، إذ ينتشرون في أكثر من 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية على امتداد الأغوار.
وشرع مستوطنون، أمس الأربعاء، بتسييج أراض في خربة سمرة في الأغوار.
وأفادت مصادر فلسطينية، بأن المستوطنين شرعوا بتسييج أراض مملوكة للمواطنين بالطابو إلى الشمال من خربة سمرة، تمهيدا للاستيلاء عليها.
وكان المستوطنون قد سيجوا، الثلاثاء، أرضا رعوية قرب مستوطنة “شيدموت ميخولا”، شرق خربة الفارسية.
واقتحمت سلطات الاحتلال منطقة ذراع عواد (المكسر) في الأغوار، وأجرت أعمال بحث عن فتحات مياه في المنطقة، بهدف إغلاقها.
يذكر أن المستوطنين ينتهجون سياسة الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الأغوار بطرق عدة، حيث استولوا على آلاف الدونمات الرعوية والزراعية في مناطق مختلفة من الأغوار الشمالية خلال السنوات الماضية، عبر طرق مختلفة، ومنها تسييج تلك الأراضي، وجعلها مناطق تابعة للمستوطنات القريبة، أو إقامة بؤر استيطانية جديدة فيها.
استهداف للصيادين والمزارعين في غزة
أما في قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال، أمس، الصيادين والأراضي الزراعية شرق محافظتي خان يونس ورفح، بإطلاق النيران الكثيفة عليهما.
وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودي النار بشكل مباشر، صوب أراضي الفلسطينيين شرق محافظتي خان يونس ورفح جنوب القطاع، ما اضطر المزارعين لمغادرة أرضهم خوفا على حياتهم.
وفي السياق نفسه، فتحت زوارق الاحتلال في ساعة مبكرة من فجر أمس نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه قوارب الصيادين العاملين قبالة شاطئ بحر رفح، دون وقوع إصابات أو أضرار في المراكب.
وتستهدف قوات الاحتلال بشكل يومي، الصيادين والمزارعين، وتجبرهم على مغادرة البحر وأراضيهم، ضمن سلسلة انتهاكات يومية تقترفها بحقهم.
اعتقالات بالضفة واشتباكات بالأمعري وجنين
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء، حملة مداهمات واقتحامات في عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة تخللها اعتقال عددا من الفلسطينيين، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بمخيمي الأمعري وجنين، بينما استمرت المواجهات في بعض المناطق في محافظة الخليل.
وأفاد نادي الأسير باعتقال قوات الاحتلال عددا من الفلسطينيين في الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
وداهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل للفلسطينيين بالضفة، حيث عاثت بها خرابا، وذلك بعد احتجاز قاطنيها لساعات وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية.
واقتحمت قوات من جيش الاحتلال مخيم جنين، حيث أوضحت مصادر فلسطينية، أن مقاومين تصدوا لقوات الاحتلال وبادروا بإطلاق النار عليها بمنطقة مخيم جنين ومحيطه، في وقت تم تفعيل صافرات الإنذار في المخيم.كما اقتحمت قوات خاصة من جيش الاحتلال مخيم الأمعري وسط مدينة رام الله، حيث تعرض القوات لإطلاق نار من قبل مجموعة من المقاومين دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عين السلطان بمدينة أريحا.
وأطلق مقاومون في ساعات متأخرة من الليل وصباح الاربعاء، النار صوب قوات الاحتلال في بلدة بيت أمر قضاء الخليل، تزامنا مع اندلاع مواجهات مع جيش الاحتلال في البلدة.
واستهدف إطلاق النار جيش الاحتلال بمنطقة بيت زعتة في بيت أمر شمال صباح الأربعاء.
وأصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة بيت زعتة ببلدة بيت أمر. وطارد جنود الاحتلال خلال المواجهات الفتية وأطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، عولجوا ميدانيا.
وشهدت الضفة الغربية 21 عملا مقاوما، في 7 نقاط مواجهة خلال الـ 24 ساعة الماضية، تضمنت 6 عمليات إطلاق نار، وتفجير عبوة ناسفة وزجاجة حارقة، و4 عمليات تصدي للمستوطنين وعمليتي حرق مركبات للمستوطنين، بحسب رصد مركز “معطى”.
واندلعت مواجهات على حاجز قلنديا في القدس، كما تصدى الفلسطينيون للمستوطنين وحطموا مركباتهم في ترمسعيا في رام الله.وفي جنين، فقد أطلق مقامون النار تجاه قوات الاحتلال في جبع، وفي معسكر حوارة والبلدة القديمة وحاجز حوارة في نابلس، واندلعت مواجهات في عوريف.
واندلعت مواجهات في حوسان ببيت لحم، فيما تصدى الشبان للمستوطنين وحطموا مركباتهم في بيت أمر بالخليل، ومستوطنة “غوش عتصيون”، وأطلق مقاومون النار بالقرب من مستوطنة “كرمي تسور”.